-ملكى صادق هو ملك أورشليم وكانت تسمى قديماً ساليم ومعناها لوز. وملكى صادق يعنى ملك البر. وساليم يعنى السلام. فهو إذن ملك البر وملك السلام “لأن ملكى صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلى الذى أستقبل إبراهيم راجعاً من كسرة الملوك وباركه”(عب7: 1)
-وشخصية ملكى صادق ظهرت فجأة وأختفت فجأة.فظهر مع أبرام(إبراهيم)أبو الأباء بعد غلبه الأول على كورلعوق (تك14: 17)
والسؤال هنا؟!لماذا ظهر هذا الملاك فجأه فى الكتاب المقدس؟!واماذا لا بعرف أحد أباه أو أمه أو حتى نسبه؟!ولماذا لم يقدم ذبيحه دمويه كما كانت عادة ذلك الزمان؟!
كل هذه الأسئله لا يجد لها اليهود إجابه الآن.لكن بولس الرسول يكشف سرها بإعلانه أن ملكى صادق هو رمز للسيد المسيح الملك والكاهن.(أقرأ الأصحاح الرابع من العبرانيين)
-كما أن المفسرين أحتاروا أيضاً فى شخصية ملكى صادق البعض قال أن شخصية ملكى صادق هى إحدى ظهورات المسيح قبل التجسد.والبعض يقول أنه شخص حقيقى،والله أظهره فى هذه الفتره وجاء فى سفر التكوين كرمز للسيد المسيح.
وللأمانه الأنجيليه تميل إلى الرأى الثانى وأنا أميل إلى ذلك والدليل على ذلك أن بولس الرسول فى العبرانيين يقول:”هو مشبه بإبن الله.هذا يبقى كاهناً إلى الأبد” (عب7: 3)
وهناك فرق بين مشبه بإبن الله وشبه إبن الله فمثلاً عندما نظر نبوخذ نصر الثلاثه فتيه فى أتون النار قال أنى أنظر ثلاثة أشخاص والرابع شبه أبن الأله.فما دام قال بولس الرسول مشبه بإبن الله إذن فهو شخصيه حقيقيه تشبه السيد المسيح كرمز له.
علاقة كهنوت ملكى صادق بكهنوت المسيح
يوضح لنا القديس بولس الرسول هذا فى ثلاث نقاط فى سفر العبرانيين:
1-قسم له إبراهيم عشر من كل شئ:
أى أنه أعطى ملكى صادق العشور.ومعنى ذلك أن ملكى صادق أقدم من إبراهيم أبو البطاركه،وأعظم منه،لأن سبط لاوى خرج منه صلب إبراهيم.وسبط لاوى هو سبط الكهنوت(كهنوت هارون) فإذا كان إبراهيم وهو يمثل سبط لاوى كهنوت العهد القديم يقدم إلى ملكى صادق(كهنوت المسيح)العشور ويطلب منه البركه.إذن كهنوت المسيح(ملكى صادق)أعظم من كهنوت لاوى(إبراهيم).وأيضاً يتضح من هنا أن كهنوت العهد الجديد فى شخص المسيح أعظم من كهنوت العهد القديم فى شخص إبراهيم أبو البطاركه وسبط لاوى.والكهنوت الأصلى هو كهنوت ملكى صادق(لأنه ظهر قبل لاوى)ومثلما قال بولس الرسول”وبدون ؟؟؟مشاجرة الأصغر يبارك الأكبر”(عب7:7)
-٢. ملك البر وملك السلام
وما الفرق بين البر والسلام؟عندما أخطأنا ياأخوتى الخطيه وضعتنا فى 3إتجاهات:
.ا) أثارت غضب الله.
.ب) صورتنا تعيرت وأصبحنا عريانيين.
(ج) دخلنا تحت عبوديه أبليس.
فعندما يقول أنه ملك البر(صادق)أى ملك إصلاح الفساد.ومن هو القادر على إصلاح الفساد إلا المسيح الكاهن الأعظم“فإذ لنا رئيس كهنه أعظم قد إجتاز السموات يسوع إبن الله فلنتمسك بالإقرار“(عب4: 14)
-ومثلما قال أرميا النبى”الرب برنا” وبولس الرسول يقول “المسيح برنا“
-أيضاً هو ملك سلام(ساليم)صالحنا مع الله على خشبة الصليب.”الرحمه والحق التقيا،والبر والسلام تلائما“(مز85: 10)”فإذا قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح”(رو5: 1)
٣. بلا اب بلا أم بلا نسب لا بداءه ايام له ولا نهاية حيوه
أى أنه ليس له أب ولا أم،وايضاً بلا نسب.أى أنه كاهن مختلف عن كهنوت لاوىزلأن كهنوت لاوى له نسب،أما كهنوت السيد المسيح ليس له نسب. وبالفعل السيد المسيح عندما جاء إلى عالمنا جاء من سبط يهوذا وليس من سبط لاوى أى سبط هارون الكاهن.ومع ذلك فهو كاهن أعظم.
-وأيضاً السيد المسيح ليس له بدتيه ولا نهايه”أنا هو الألف والياء البدايه والنهايه”(رؤ1: 8)“كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئاً مما كان” (يو1: 3).
من كل هذا ياأحبائى يتضح أن كهنوت العهد الجديد كهنوت أيدى أزلى رسمه الله وخططه منذ البدايه وهذا مارآه داود النبى بعين النبوه وكتب عنه بولس الرسول”كما يقول فى موضع آخر أنت الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق“(عب5: 6).
وحيث أن مواعيد الله صادقه وأمينه قسر الملكوت على طقس ملكى صادق لن يتزعزع، ويستمر إلى الأبد.